المفتاح _ فاطمة الزهراء علمي
المفتاح

إستيقظت حيفا من نومها بعد ليلة طويلة شاقة من الركض والاختباء من العدو لتنقذ ماتبقى من أحلامها الضائعة وهي ممسكة يد والدها .تعثرت عند أول خطوة كادت ان تسقطها جثة هامدة لولا لطف الأقدار ،تجري وتلتفت بين الحين والآخر وراءها وهي تشاهد بعين دامعة منزل أحلامها يهدم بصواريخ المحتل الذي حطم أسوار البيت في حي شيخ زايد .أحلام نسجت بمرارة الواقع وخيطت بدموع الحسرة ، سألت والدها في اليوم الموالي عن أخبار الحي والأهل والجيران ..علها تسمع مايفرح قلبها الميت ،كيف حال الخالة أيلا والعم محمود وباقي المعارف؟
نظر إلى عيناها الدامعتين المتعبتان من سهر الليل مجيبا وهو مطأطأ الرأس يخفي دمعه، الكل بخير ماعدا أهل أيلا والعم محمود فقد ماتوا أثناء هروبهم .طلبت حيفا والدها بأن يأخذها الى منزلهم المهدم عل قلبها يطمئن ويهدأ .
خطت بخطوات مرتجفة نحو المنزل وهو عبارة عن ركام مشوه الأركان ،بحثت عن غرفة نومها تبحث عن دميتها التي تشاركها الفراش ،وجدتها عند دفة الباب ،أخذتها بين ذراعيها الجريحتين ،لمحت مفتاح الباب فطلبت من والدها ان يجلبه ،نظر إليها نظرة التعجب فقالت له وهي تبكي :
سأحتفظ به كذكرى لبيتنا الجميل .
فاطمة الزهراء علمي /المغرب
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات