خاتم سليمان _ شريف شحاته

قصة قصيرة
خاتم سليمان
بقلم شريف شحاته
مصر يوليو ٢٠٢٤
قبل لحظات من وفاتها قالت الجدة اريد أن اتحدث مع
حفيدي علي إنفراد وبالفعل دخل عليها حامد وأخذ يقبلها
وهي تقول له لا وقت المشاعر إنتبه معي أنا احتضر خذ هذا
الخاتم وضعه في إصبعك ولا تخلعه ابدا هذا الخاتم هو من
من حجر كريم نادر لا يوجد إلا في الهند ويطلقون عليه
سليماني جذعي سيمنحك الطاقة والقدرة والمحبة والرخاء
حافظ عليه ولا تخلعه من إصبعك ابدا وتحمله قليلا قبل أن
يعتاد عليك وماتت الجدة وعاش حامد مأساة في عمله
وزواجه حتي مع ابنه كان محاطا بالأزمات ذهب حامد إلي
بعض العارفين وسرد له ما حدث قال الشيخ جدتك محقة
هذا الخاتم به حجر كريم قوي جدا ستعاني كثيرا ثم يعتاد
عليك وتبدأ الحياة الكريمة وبالفعل بعد شهر نال إرثا كبيرا
بموت عمه العازب وعادت زوجته إلي عشقه وابنه أصبح
أقرب الأصدقاء إليه وتبدلت الأمور ولكنه كان يشعر ببعض
الأعراض الغريبة كان يشعر بألام في رأسه وبعد التحليلات
لم تثبت شيئا وأيضا ببعض القلق والإختناق بلا اسباب
واضحة وبعض الكوابيس كانت تنتابه كثيرا وكان يري
دائما أمامه إمرأة عجوز جدا تراقبه وتسير ورائه بل كان
يراها في كل مكان يذهب إليه فبدأ يحدث نفسه أنا لا
أؤمن بهذه الخرافات والأساطير وأصلي وأصوم وأردد الأذكار
ما هذا الخرف والجنون والشعوذة حتي كان يوما إستيقظ
شاردا مكتئبا أثر كابوس مخيف ثم آلمه رأسه بشدة وشعر
بالضيق الشديد وهو في عمله فما كان منه إلا أن خلع الخاتم
من إصبعه وألقي به من نافذة المكتب وبدأت الرحلة الغريبة
مرضت زوجته مرضا شديدا وسافر إبنه إلي الخارج دون
موافقته وبدأت الأزمات تحيط به في عمله ذهب ليسترخي
قليلا علي رصيف البحر وفجأة وجد إمرأة عجوز تسير
علي رمال الشاطئ ثم تصعد إلي الرصيف وتنظر إليه وهي
تبكي ثم بدأ يتساقط شعرها الأبيض الخفيف نظر حوله
فلم يجد مخلوقا سواها ولكنه شعر بالذعر وفر هاربا
حتي وجد رجلا عجوزا يجلس علي قارب ويسأله هل تريد
الإبحار قليلا نظر إليه حائرا ثم قال له لا بأس وبينما
يتهادي القارب نظر إليه الرجل وقال له يا بني لله في
خلقه شؤون فلا تكشف الحواجب المستورة وأنعم بما
تراه ولا تغوص في محيطاب الغيوب والأسرار فتسبح
في كون فسيح لا يعلم مداه إلا خالقه نظر حامد إليه
وقال ما المصير ما المصير قال العجوز اللجوء والرجاء
أقوي من الطموح والشتات عد يا بني عد يا بني
بقلم شريف شحاته
قصة
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات