-->
»نشرت فى : الثلاثاء، 15 أكتوبر 2024»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

وأد البنات بمفهومه الآخر _ نور الهدى عبد الحق.


 وأد البنات بمفهومه الآخر :

في مجتمعنا العريق وفي عالمنا العربي الملون بشتى ألوان التخلف تصعق كرامة الأنثى على مرأى عيون تكره نور الشمس الساطع وتقدس الظلام حد التطرف
يؤمنون أن الأقدار بيد الله ولكنهم عندما يتعلق الأمر بها يحيدون عن القانون السماوي ويصرون على صنع قدرها بأيديهم وتشكيله حسب رغباتهم ووفق مشيئتهم.
يقتلونها بحد سيوف عقولهم المتحجرة
يكفوننها بمعتقداتهم الرثة البالية
ويقومون بدفنها حية تحت ركام أعرافهم وتقاليدهم المقدسة التي تعادي نور الحق والحياة ،
وكل صرخة تمزق جدار الصمت يكتمون صوتها
وكل قلم يفضح فساد قلوبهم قبل عقولهم يكون مصيره الكسر
فعقل المرأة في نظرهم يشوبه النقص ودينها تحوم حوله التناقضات وصوتها عورة ووجهها المكشوف من دون نقاب في شريعتهم الوضعية كالسر المكشوف يثير الجدالات وتكثر حوله النقاشات ، أما أذا تعلق الأمر بنكاحها فإنها تصبح كاملة عقلا ودينا،بالغة ،راشدة ولو كانت في سن العاشرة لايهم مادام الأمر يتعلق بزواجها
فإذا كان عقلها ناقص فكيف لعقولهم المكتملة الناضجة أن تسمح لهم ببيع جسد طفلة باسم العفة
وأي عفة هذه التي تبيح لذكر في سن الخمسين باختصاب جسد بريء باسم الحلال وشرع الله وسنة رسول الله .
يحرمون الحلال ويبيحون المحضور ،يفسرون كلام الله حسب أهوائهم وهم لايدرون أن رب العباد بريء مما يقولون ورسول الله بريء مما يفعلون
بريء من شرائعهم الحمقاء وجرائمهم النكراء في حق الإنسانية وأعرافهم البائسة التي وثقها تاريخهم منذ الأزل ومازال لحد الساعة شاهد عليها كختان البنات وتزويج القاصرات والكثير من العادات والممارسات والانتهاكات والتي تعد امتداد لوأد البنات الذي كان شائعا أيام الجاهلية ولكنه وأد بمفهوم جديد في زمن آخر
يخيطون أثوابها على مقاسات أعرافهم الضالة ومبادئهم المضللة ورغباتهم الجائعة وشهواتهم العاهرة ويرسمون لها طريقا بريشة أعرافهم فإن حادت عنه فإنها ضالة ولغيرها من قريناتها مضللة وجب محاربتها
وجب إخضاعها قبل أن تلسعهم نار ثورتها وتمتد ألسنة اللهب إلى القطيع
فالبنت تتلقى أول تعاليمها ودروسها من أسرتها منذ نعومة أظافرها فيكون أول واجب يلقى على عاتقها هو خدمة إخوانها الذكور فتحمل على كتفها الصغير بدل دميتها القطنية أو البلاستيكية ذات العيون الملونة أخاها الرضيع وبذلك تصبح أما في السادسة من عمرها
وتقوم بخدمة إخوانها الأكبر منها فتطعمهم وتسقيهم
وتسهر على راحتهم وهي تقتسم ربع أعباء البيت أو ربما نصفه مع أمها التي ستعلمها لاحقا قبل أن يشتد عودها بقليل ويزهر جمالها الطبيعي والعفوي كيف تهتم بجسدها وشعرها وجمالها لأنها بعد أيام أو أشهر أو بضع سنوات ستغدو زوجة لأحدهم عليها إرضاءه وإسعاده والسهر على راحته النفسية والجسدية وكأنها فقط خلقت لإسعاد الغير وكأن خلقت لخدمة الغير لا أكثر ولا أقل
إنه مبدأ الأغلبية وقانون الأغلبية والقلة فقط هم من يوجهون الفتاة إلى ضرورة الاعتناء بعقلها قبل جسدها
والاهتمام بذاتها قبل الآخرين
وأنها خلقت لتستمتع بالحياة وليست وسيلة للمتعة
وأنها خلقت لتحيا حرة كما الفراشة وليس لتمضي حياتها سجينة في قفص الجهل و عبودية الأعراف الغبية
وأنها تستحق رجلا يتفنن في تدليلها وليس ذكرا يتفنن في إذلالها.
وأنها خلقت لتزيد من جمال الكون وبهاء الحياة
وأنها تاج على رؤوس الرجال وليست حذاء ينتعله الذكور متى شاءوا ويخلعونه متى شاءوا ويستبدلونه بغيره كيفما شاءوا
وأنها امرأة ذات قيمة وليست أنثى ذات ثمن
هي منبع الحياة ووصية رسول الله (استوصوا بالنساء خيرا ) فحافظوا عليها.
نور الهدى عبد الحق.

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus

الابتسامات

0102030405060708091011121314151617181920212223242526272829303132333435363738394041424344

design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة أكاديمية النيل لعظماء الشعر والأدب 2014 - 2015