درويش الهوى _ فتحي الصيادي
درويش الهوى
-------------------
رآها تمرُّ كنسمةٍ في الحيِّ، لا تدري
بأن القلبَ مذ رآها
قد صارَ في الأسرِ
تلك العيونُ، مضَتْ…
وأبحرتْ بلا وعدٍ، ولا ذكرِ
سافرتْ إلى أرضٍ بعيدة،
وهو… بقي في القهرِ
ما أخبرَ الأنفاسَ عنها،
ما قالَ: "إني عاشقٌ"
صمتهُ جَعلَ الفجرَ، في ليلٍ، بلا فجرِ
ومنذُ ذاكَ اليومِ،
صارَ كالدراويشِ في الشوارعِ
يحملُ ذِكرَها، ويطوفُ…
يُصلّي لها في كلِّ حجرِ
يبكي تأخّرهُ على بابِ الحياةِ،
ويحسدُ اللحظةَ على غدرِ
يُناجي:
"يا ليتَ ترجعُ…
فأبوحُ ما خبأتُ من عمرِ
أقولُ: يا أنتِ التي ما كنتِ تدري
قد كنتِ عمري،
ولم تكوني من العمرِ…"
بقلم: فتحي الصيادي
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات